بين الرذائل، بالطبيعة وبالعقل، أكره القسوة، كما وأكرهها بقسوة، إذ إنها الأكثر تطرّقاً بين الرذائل، أكرهها إلى الدرجة التي لا أطيق فيها النظر إلى دجاجة وهي تُذبح من غير أن أحسّ بالكرب، كما لا أطيق سماع صرخة أرنب وهو بين أسنان كِلابي، على الرغم من أن في مطاردته متعة بالغة. ... - ميشيل دي مونتين (١٥٣٣-١٥٩٢) مشروع هذا الكتاب لا يركز على ممارسات القسوة بل يميل إلى بيان أسس شرعنة القسوة عبر التاريخ في الأفكار والثقافة والدين والمشاعر المتداولة، وأساليب إضفاء الشرعية فضلاً عن تاريخ المرحلة التي نحن فيها. من هنا، أعترف مقدماً بأن المشروع في مهده، وهو يخاطر بأن يُتهم بالطوباوية والسطحية التي قد يستحقها في هذه المرحلة من تاريخ العراق.