من هو هذا الكهل قد تسألون؟ هو رجلٌ ذو بشرةٍ داكنة، يمشي محني القامة، وكأنّه عمودٌ مكسورٌ. يظهرُ في الأيامِ الماطرة، يرتدي معطفًا مطريًّا أصفرَ، ويغلّفُ حذاءه بالّلونِ الأصفرِ، وكذلك هو حال بنطاله. يحملُ العجوزُ مظلّةً سوداءَ يخالف بها ثيابه، لا يفتحها وإن هطلَ المطرُ وابتلعَ كلَّ ما حوله، فهو لا يعدُّ دموعَ السّماءِ نقمةً.
يسير ببطء، لكنه لا يعاني، فلا يتأوّه ولا تظهرُ عليه علامات الهوان، في الطرق الواسعة أو بين الأزقة، لا ترتبكُ خطاه ولا يظلُّ طريقه، حتى يعثر على بابِهِ الأصفر، فيفتح المظلّة قبل أن يعبرَ تلك العتبة.
وما يوجد خلفَ تلك العتبةِ ستسألون؟ ثمان قصص مقدّمة لكم، فضلًا عن فصله. لن تعثروا على البداية بينهم، ولا نهايةٌ ستمسّ يومًا متّجرَهُ، فكلُّ ما فيه قدِ اشتراه أو استبدلَهُ، وفي اختيارِ ما يقصّهُ لعبَ الحظُّ دورَهُ.