تعتبر كوزموس - بلا شك - أكثر أعمال غومبروفيتش غموضاً وإبهاكاً، لكونها عملاً أتى قبل ختام حياة الكاتب، وهي عبارة عن تلخيص لمواضيع إنتاجاته السابقة. نجد فيها الثيمة الكلاسيكية عند غومبروفيتش، وهي التمرّد ضدّ العائلة ، الذي سرعان ما تحوّل إلى إستعارةٍ متّسعة للغاية، فيتولد بطل الرواية يهرب من بيت العائلة ... إلى مصيف زاكوبانة ، ويترك وراءه قواعد السلوك التقليدية، فضلاً عن مجموعة كاملة من الأحكام والقَناعات المتداولة حول الحياة، نتيجة لذلك، طوال أحداث الرواية، نشاهد محاولات فيتولد الكسولة في البداية، التي تصبح أكثر يأساً بعد ذلك، لإعادة بناء - بنفسه - عالم ذي معنى، مجال منتظم من خلال الإنطباعات والحقائق الكثيرة التي تحيط به.