وصية السيد نابوموسينو دا سيلفا اراوجو
13.000 د.ع
استغرقت قراءةُ الوصيّة المختومة التي تركها السّيد نابُّوموسينو دا سيلْفا أراوْجو ظهيرة بكاملها. حين بلغَ المُوثّقُ الصفحة 150، أقرَّ بتعبه وطلب أن يُحضروا له كأس ماء. وبينما هو يشرب جرعات صغيرة، تبرّم قائلاً: “إن المرحوم في الحقيقة قد ألّف كتابَ مُذكّرات بدل أن يكتب وصيّةً.
بهذه الفقرة يفتتح أدبُ الرأس الأخضر فصلاً جديداً من فصول تاريخه الحديث. وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على صدورها ما تزال رواية “وصيّةُ السّيد نابُّوموسينو دا سيلْفا أراوْجو” نصّاً مؤسِّساً من نصوص الأدب الأفريقي المكتوب باللغة البرتغالية.
إنها رواية غنية بسجلّاتها الصوتية، زاخرة بتلميحاتها النقديّة اللاذعة تجاه المجتمع. يرسم جيرْمانو ألْمايْدا من خلال شخصيات تنتمي إلى مدينة منديلو طبقات المجتمع المحلّي ويُصوِّر مختلف عقليّاتها وتصوّراتها المتضاربة للحياة. ينجزُ ذلك بطريقة سرد تمَّحي فيه الحدود بين الواقع والخيال، كما يرصد بشكل ذكي وساخر ظواهرَ ظلّت تلتصق بالواقع المعيش لأهل الجزيرة من جفاف، وجوع، وهجرة في الطبقات الشعبية، من جهة، ومن فساد سياسي وأخلاقي يهيمن على الطبقة السياسية والاقتصادية، من جهة أخرى.
مراجعات القراء
لا بمكنك ترك مراجعة ما لم تسجل الدخول اولاً.
لا توجد اي مراجعة حتى الان