بعد كل شيء فإن قبلة يهوذا، القبلة الأكثر شهرة في التاريخ، لم تكن بالتأكيد قبلة خائن، لم يكن الرجال الذين أرسلهم الكهنة من الهيكل لإعتقال يسوع في نهاية العشاء الأخير بحاجة إلى يهوذا ليدلّهم إلى معلمه. قبل أيام قليلة فقط، اقتحم يسوع أبواب الهيكل وقلب بشدة طاولات الصيارفة أمام كل الناس. علاوة ... على ذلك، عندما جاءوا لإعتقاله، لم يحاول الهرب، بل نهض ورافقهم عن طيب خاطر، لم يخن يهوذا عندما قبّل يسوع بعد وصول السجانين. إن خيانته، إن كانت خيانة، حدثت في لحظة موت يسوع على الصليب. كانت تلك هي اللحظة التي فقد فيها يهوذا إيمانه، وعندما فقد إيمانه فقدت حياته كل معنى .