ذات ليلى من ليالي الشتاء، منذ أعوام طوال، سمعت طرقعا على باب بيتها، البيت الذي نحن فيه الآن، بارتياب ذهبت لتفتح الباب، فوجدت في الشارع رجلا يتحلى بمعطف فضفاض ووشاح يتدلى حتى يبلغ قدميه، لكنها ما لبثت أن تعرفت بصوته حين سمعته يقول:"ألم تتعرفي بي يا مارتينا "استحوذت عليها الحيرة والمفاجأة، بطبيعة الحال، وبعد ذلك سمحت له بالدخول إلى الصالة نفسها، حيث كان عدد الطيور أقل حيناك، تجاذبا اطراف الحديث حتى مطلع الفجر، طوال ساعات تناولا خلالها فناجين الشاي واسترجعا مغامرات الماضي، اعترف لها بأنها الوحيدة التي أخبرها بأنه ما زال على قيد الحياة، دونا عن معارفه القدامى