في رواية ( سنة موت ريكاردو ريس ) لجوزيه ساراماغو، يقتنص الروائي كما فعل في روايات أُخر بذرة الحكاية من التاريخ، وهذه المرة من التاريخ القريب._x000D_
_x000D_
يختلق الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا شخصيات أدبية عديدة، يمنح كلاً منها ترجمة حياة ونصوصاً، تصبح فيما بعد معروفة ومشهورة، وكأنها حقيقية قبل أن يتكشف السر، وهو أن هذه الشخصيات جميعها ما هي إلاّ قرائن متخيلة لشخصية واحدة حقيقية هي ( فرناندو بيسوا )، وما عمله ساراماغو هو أنه أكمل اللعبة في واحدة من مساراتها المتنوعة، أو مع واحدة من هذه الشخصيات المختلقة ( ريكاردو ريس)._x000D_
_x000D_
يصل ريكاردو ريس إلى ليشبونة من غير أن يكون في جعبته أو ذاكرته أي اسم أو عنوان لأي من أصدقاء قدماء أو معارف أو أقارب، ولا ندري على وجه الدقة لماذا غادر ريودو جانيرو وجاء إلى موطنه الأصلي. وطوال الوقت لا يسأل عن أحد، وليست هناك من إشارة إلى أنه يعرف أي أحد، ويكون الشخص الوحيد من معارفه الذي سيتصل به هو فرناندو بيسوا خالقه، الميت الآن، والذي يقدم من عالم الأموات ليثرثرا بين الحين والحين لبعض الوقت._x000D_
_x000D_
( سنة موت ريكاردو ريس ) هي رواية عن سر القرين، عن خلق القرائن، عن لعبة المرايا والأقنعة وتبادل الأدوار، عن الاختفاء والتجلي، وإلى حد كبير عن الحياة والموت. إن ريكاردو ريس المتخيل يتحرك على خلفية من وقائع خطيرة ترهص لمتغيرات ستؤثر في قدر أوروبا ومصيرها، فسنة 1936 هي سنة صعود الفاشيات في أوروبا، سنة الحماس الوطني المتطرف، والأنظمة المعبأة بأحلام عسكرية كارثية.